في مثل هذا اليوم 17 يونيو من العام 1985 انطلق مكوك الفضاء ديسكفري حاملا طاقما من سبعة رواد هم : قائد الرحلة "دانيال براندنشتاين" ومعاونه "جون كرايتون" والعلماء "جون فابيان" و"ستيفن ناجل" و "شتنون لوسيد" واختصاصيا الحموله الفرنسي "باترياك بوردي" والسعودي الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي.
وفي ذلك اليوم جرت عمليه الإطلاق في أحوال جوية ممتازة إذ كانت السماء صافية والرياح خفيفة وبلغ المكوك مداره حول الأرض بعد 10 دقائق من إطلاقة.
وأبلغ رائد الفضاء سلطان مركز المراقبة الأرضي في هيوستن بعد ساعتين ونصف من انطلاق المكوك انه في وضع جيد جداً وأن منظر الكرة الأرضية من إرتفاع 352 كيلومترا ((رائع)).
وقد حمل المكوك ديسكفري في قسم الشحن أربعة أقمار صناعية : 3 منها للاتصالات هي "موريلوس – أ " للمكسيك ، وعربسات – ف2" لجامعه الدول العربية و تلستار-3 د لشركة أي.تي.تي الامركية ، بالإضافة الى قمر للتجارب العلمية " سبارتان – 1" مهمته البحث عن ثقب أسود، وقد وضعت جميعها بنجاح في مدارتها المعينه حول الأرض.
وقد وضع قمر الاتصالات العربي (عربسات -أ) في المدار بتاريخ 18 يونيو، لكن إختبار يقضي بتوجيه أشعة ليزر على مرآة مثبته على المكوك فشل في 19 يونيو لأن وضع المكوك فوق مجموعه جزر هاواي لم يكن مناسبا لتامين نجاح الإختبار الفضائي الأول في مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأمريكية المعروفة بإسم "حرب النجوم".
في 22 يونيو إنتهت عمليه البحث عن ثقب أسود استمرت 45 ساعه واستعاد رواد المكوك القمر الاصطناعي "سبارتان" الذي يعمل بأشعة اكس وبلغ وزنه طن ، تمهيدا لرحلة العودة إلى الأرض.
قام " سبارتان " بقياس منطقة إشعاع كثيفة تبعد 30 ألف سنه ضوئية عن الأرض، حيث يشبته العلماء منذ وقت طويل بأن مصدر الإشعاع (ثقب أسود) غير مرئي يلتهم النجوم والكواكب والغبار الكوني بسرعة غير معقوله، ويعتقد أن الثقوب السوداء تكونت نتيجة الانهيار العنيف للنجوم الصخمة.
من جهه اأخرى، ساد ارتياح بالغ المركز الفضائي في هيوستن بعد نجاح التجربه الثانية لالتقاط المرأة في المكوك شعاع ليزر مصدرة جزيرة (نوي) في هاوي، فقد أضاء الشعاع المكوك وكان المشهد أشبه بفيلم خيال علمي، وعند بلوغ الشعاع ديسكفري بثت وكالة ناسا قطعة موسيقية لتشايكوفسكي، واعتبر بداية لبرنامج حرب النجوم.
وكانت المحاولة الأولى فشلت بسبب معلومات خاطئة لقمت للكمبيوتر الذي يوجه الجهاز الذي أرسل الشعاع من جزيرة نوي.
في 23 يونيو أجرى الملك فهد بن عبدالعزيز، اتصالا هاتفياً مع رائد الفضاء الأمير سلطان، استمر لبضعة دقائق نقلته شبكات التلفزيون في السعودية وفي دول مجلس التعاون الخليجي.
في 24 يونيو هبط المكوك ديسكفري في قاعدة ادواردز الجوية في ولاية كاليفورنيا بعد رحلة استغرقت 7 ايام وساعه واحدة و 38 دقيقة دار خلالها المكوك 111 مرة حول الأرض.
ووصفت ناسا الرحلة الخامسة لديسكفري و 18 للمكوك الفضائي بأنها كانت ناجحة 100%.
واليوم بعد مرور 35 سنة على تلك الرحلة التاريخية ومع التحولات السريعة التي تعيشها البلاد وتاسيس الهيئة السعودية للفضاء لتمكين أجيال الغد من تحقيق الريادة في مجال علوم الفضاء وتطبيقاتها، وتلبيةً لمتطلبات البيئات المتغيرة حول العالم، نحو مستقبل يركز على استكشاف الكون.
